أشرق الصباح ذات يوم على حديقة جميلة وروضة ساحرة لم ير لها مثيل. وكانت قطرات الندى تزين أوراق الزهور ... أشرق الصباح ذات يوم على حديقة جميلة وروضة ساحرة لم ير لها مثيل. وكانت قطرات الندى تزين أوراق الزهور والأشجار وصوت العصافير والطيور يملأ أنحاء الحديقة وفى تلك الأثناء ظهر عصفور جميل يحلق فى سماء الحديقة وهو يغرد بصوت ساحر وكان شكله جميل وألوان ريشه خلابة زاهية وكان يطير بخفة شديدة وسرعة كبيرة تدهش من يراه وتدعو للإعجاب به.
ولكن مع كل هذه الصفات التى كان يتمتع بها هذا العصفور كانت له صفة سيئة ولكنه لم يكن يشعر بها وكانت أمه تحذره دائما ً منها وتدعوه أن يتخلص من هذه الصفة الذميمة ولكن العصفور الصغير لم يكن يشعر بهذه الصفة ونتائجها السيئة هذه الصفة هي الغرور التى كان يتصف بها هذا العصفور الصغير.
ومرت الأيام والعصفور الصغير يزداد غرورا ً وحبا ً لذاته ولنفسه وفى إحدى الأيام أراد العصفور الصغير أن يحلق ويلعب فى السماء كعادته وكان يبحث عن أى حيوان أو طائر يرى نفسه أمامه أنه أفضل منه وفى تلك الأثناء لمح العصفور الصغير غرابا ً يطير فى السماء.
نادى عليه العصفور الصغير وما أن إنتبه إليه الغراب حتى نظر إليه العصفور الصغير وإنفجر فى الضحك سخرية ً به واستهزاء ًبه فنظر له الغراب وقال له ما بك أيها العصفور وعلى أى شىء تضحك هكذا فقال له العصفور ألا تعرف على أى شىء أضحك أيها الغراب القبيح ألا تدرك أننى أضحك عليك وعلى شكلك السىء هذا أين أنت منى أنا ألا ترى ألوان ريشى الجميلة التى لا تملك مثلها ، فريشك أنت لونه أسود كئىب ليس به ألوان مثلى ما أسعدنى بجمالى وجمال ريشى فلا يوجد طائر هنا أجمل منى ثم طار العصفور بعيدا ً تاركا ً الغراب حزينا ً على ما سمعه.
ثم طار العصفور ثانية يبحث عن من يعكر عليه صفو حياته وأثناء طيرانه رأى حمارا ً فى الغابة.
وقف العصفور الصغير على شجرة ثم نظر للحمار وهو يضحك ألا تريد أن تحدثنى ألا تريد أن تقول لى شيئا ً أيها الحمار وما أن بدأ الحمار فى التحدث إلى العصفور حتى ضحك العصفور بشدة وقال للحمارما هذا الصوت الذى لا أستطيع سماعه أين أنت منى أنا ألا تسمع صوتي الجميل الساحر الذى لاتملك مثله فصوتك أنت سىء ولا يطيق أحد سماعه أما صوتى أنا فهو جميل ويحبون سماعه فى الحديقة كما أن أذنيك طويلتين وشكلهما قبيح هل ترى الفرق بينى وبينك ثم ضحك العصفور وطار بعيدا ً تاركا ً الحمار حزينا ً على ما قاله له العصفور الصغير.
ثم وقف العصفور الصغير يستريح على شجرة وأثناء ذلك رأى فأرا ً صغيرا ً يتحرك أسفل الشجرة فنظر إليه العصفور الصغير بسخرية وقال له لماذا تتحرك هكذا أيها الفأر أسفل الشجرة فنظر إليه الفأر وهو لا يعلم لماذا يتكلم إليه العصفور الصغير هكذا ثم أكمل العصفور الصغير حديثه إلى الفأر وقال أنت أيها الفأر جبانا ً تخاف من كل شىء ولا أحب أن تكون صديقى أين أنت منى أنا ألا ترى شجاعتى وشجاعة حديثى ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً الفأر حزينا ً أسفل الشجرة.
وفى أثناء طيران العصفور لمح سلحفاة.
وقف على شجرة تجاورها وظل ينظر إليها ويضحك فسمعته السلحفاة وقالت له ما الذى يضحكك أيها العصفور الصغير فنظر إليها العصفور وقال لها لقد كنت هنا منذ فترة ولم أراك قد تحركت من مكانك إلا مسافة صغيرة جدا ً كم أنت بطيئة وحركتك ضعيفة أين أنت منى أنا ألا ترى خفتى وسرعتى فى الطيران أنت لا تستطيعين أن تكونى مثلى فأنا شىء آخر يختلف عنك أيتها السلحفاة الضعيفة ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً السلحفاة حزينة مما قاله لها العصفور الصغير.
وطار العصفور الصغير ليحلق فى سماء الحديقة وهو يقول ما أجمل ريشى وصوتى ولونى وشجاعتى وسرعتى لا يوجد مثلى فى كل هذه الدنيا ما أسعدنى بنفسى فأنا أسعد مخلوق وأخذ يطير ويحلق ويلهو وهو لا يعلم ما تدبره له حيوانات الغابة وطيورها.
فقد إجتمع الغراب والحمار والفأر والسلحفاة واتفقوا على مقاطعة العصفور الصغير وعدم اللعب أو الحديث معه والذهاب لمسكنه مع أمه حتى يتحدثوا معها عن حديث العصفور الصغير معهم وبالفعل ذهبوا للحديث معهاوأخبروها عن كل ما حدث فاعتذرت لهم عن حديث العصفور الصغير ووعدتهم بأنها ستعنفه حتى لا يقول ذلك مرة أخرى ومضى الغراب والحمار والفأر والسلحفاة عائدين إلى منازلهم وبعد فترة عاد العصفور الصغير إلى مسكنه حيث وجد أمه فى إنتظاره.
وعندما شاهد العصفور الصغير أمه إنتظر قليلا ً حتى تعد أمه له الطعام ولكنها لم تفعل فغضب العصفور الصغير وقال لأمه ما بك يا أمى أين الطعام الذى تعدينه لى كل يوم فنظرت إليه أمه وقالت له طعام لم تعد صغيرا ً على ذلك يجب أن تعد الطعام لنفسك وأن تجتهد فى الحصول عليه ولا تنتظر من يعده لك فقال لها العصفور أعِد الطعام ما بك يا أمى فأنا لن أفعل ذلك وسوف أنتظر حتى تعدى لى الطعام فقالت الأم إنتظر كما تريد ولكن يجب أن تعتمد على نفسك وانتظر العصفور الصغير كثيرا ً ولكن بدون فائدة فلم تعد أمه له الطعام وعندما شعر العصفور بالجوع بكى بكاءا ً شديدا ً فنظرت إليه أمه وقالت له إنك عصفور ضعيف صغير وصوتك أيضا ً ضعيف ولا تصلح فى شىء ولا تجتهد فى عمل شىء غير اللعب واللهو ولا تعتمد على نفسك وتنتظر أن آتى لك بالطعام كل يوم بدون أن تقوم بأى مجهود من أين لك هذه الصفات السيئة وكثير من الطيور يقومون بجمع الطعام ويجتهدون فى الحصول عليه أين أنت من هؤلاء الطيور المجتهدة النشيطة وكان حديث الأم للعصفور مفاجأة له فحزن حزنا ً شديدا ً وقال لنفسه لم أكن أعلم أن مثل هذا الحديث يغضب هكذا كيف كنت أقول مثل هذا الحديث لأصدقائى الحيوانات والطيور لقد أخطأت فى حقهم ويجب أن أعتذر لهم ...